الديمقراطية الامريكية تعني استرجال النساء وضياع الاسرة وسطحية الشبان وازدياد الهوة بين الغني والفقير في المجتمع.. هذا ما عكسته مسرحية اردنية ساخرة هاجمت مشروع الولايات المتحدة المسمى "الشرق الاوسط الكبير."

بحوار قريب للمواطن الاردني نجح الكاتب والمخرج محمد الشواقفة في جعل الحضور يضحك ويبكي على ما هي عليه الامة العربية جراء هيمنة الولايات المتحدة محذرا من تردي الاوضاع في حالة تطبيق مشروع الولايات المتحدة الذي تطالب فيه الدول العربية باصلاحات لتحقيق المساواة بين المرأة والرجل وتطبيق حقوق الطفل والديمقراطية.

لم يكن المخرج ضد هذه المطالبات الا انه رفض ان تكون في قالب الديمقراطية الامريكية وحقوق الانسان الذي قال الشواقفة ان واشنطن قدمت مثالا له في العراق خصوصا في سجن ابو غريب كما عارض نقاط المشروع التي تتضارب مع الثقافة والتاريخ العربي.

وقال الشواقفة لرويترز "تهكمت المسرحية وسخرت من نقاط هذا المشروع بحجة قوية لاقناع الناس وخاصة ان الولايات المتحدة تسعى من خلال الخطة لتأمين اسرائيل قوية وسيدة في المنطقة على المدى البعيد."

تعرض الحبكة صورا مسرحية ضاحكة تحت عناوين "الاسرة كما تريدها امريكا" و"الشباب كما تريدهم امريكا" و"النساء كما تريدهن امريكا" مرورا بالمجتمع والاقتصاد الحر.

فالشبان لا يعرفون خالد بن الوليد وكل همهم هو تقديم شريط غنائي مصور وراقص (فيديو كليب) والنساء مسترجلات على رجالهن والاسرة مفككة يضيع فيها الاولاد بين الام التي تعمل والاب الذي يهابها. ولم يخلو الحوار من جرأة طالت وانتقدت الحكم العربي.

بطل المسرحية هو "العم غافل" وهي شخصية عرفها الاردنيون من خلال الشاشة الصغيرة عن رجل كبير في السن بسيط من عامة الشعب يتناول القضايا التي تهم وتمس الشارع الاردني.

الانثى تتحول لشاب والشباب تتحول طموحاتهم لاشياء ساذجة والمواطن البسيط النقي يتحول للزبالة (القمامة) نتيجة الفقر والمقاومة تصبح ارهابا والانظمة العربية تشبعنا كلاما".

وقال الشواقفة ان العم غافل يرمز للشعب البسيط وليس للمثقفين الذين هاجمتهم المسرحية فهو ذكي بالفطرة وواعي تماما لخطة امريكا.

وتركز الحبكة كذلك على قصة "التمويل الاجنبي المشبوه والعمالة لامريكا" وتغلق ستارة المسرح على مشهد سجن ابو غريب في مشارف العاصمة العراقية بغداد والجندية الامريكية ليندي انجلاند التي صورت بالسيجارة في فمها وهي تستمتع باهانة السجناء العراقيين وتجر احدهم عاريا من طوق وضع على رقبته

وقالت الممثلة سهير فهد التي مثلت دور انجلاند "كانت سادية بغض النظر تلقت اوامر ام لا. فهناك فرق بين ان تتلقى الاوامر وتمارسها بشكل حيادي او ان تمارسها وانت مستمتع."

المشهد الاخير جعل العديد من المشاهدين يبكون وخروج البعض من الصالة.

ويقول الشواقفة ان المسرحية تعبر عن 80 بالمئة من المجتمع "الرافض لاحتلال الولايات المتحدة للعراق وحراث اسرائيل في فلسطين.

الولايات المتحدة لن تنجح في فرض مشروعها علينا لسبب بسيط.. لانه غريب عن تراثنا وحضارتنا وديانتنا