ألفريد مرقس فرج (1929 - 4 ديسمبر 2005)
.
ولد ألفريد مرقس
فرج في قرية كفر الصيادين، مركز الزقازيق عاصمة الشرقية عام 1929 م، ولكن
نشأته الحقيقية كطفل كانت في الإسكندرية، والتي ظل بها حتى نهاية دراسته
في جامعاتها، حيث تخرج في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية عام 1949،
وعمل مدرسا للغة الإنجليزية بعد تخرجه حوالي ست سنوات.
كان ألفريد ومنذ
المدرسة الابتدائية يمثل فيها مع أقرانه، وقد برز في عدد من الأدوار حتى
أشاد به معلمه، وعندما انتقل إلى المدرسة الثانوية، أراد أن يفعل ما فعله
في المدرسة الابتدائية، ولكنه لم يظفر بمراده، وهنا تمرد على الوضع، وظهرت
في شخصيته خاصية يعرفها جيدا من اقترب منه، وهي التمرد الفني.
هذا التمرد الفني كان
مقاومة للوضع الذي يرفضه، فلم يحاول فرج إقناع مدرسته بموهبته في التمثيل،
وإنما انتزع حقه انتزاعا، بأن اقتطع من نصوص درامية عبارات تناسب شخصيته
التي يلعبها، ثم أدخلها في دوره في أثناء التمثيل، وهو ما أذهل زملاءه،
حيث كان خروجه منسقا للحد الذي شككهم في النسخ التي بين أيديهم.
في الجامعة تخصص ألفريد في اللغة الإنجليزية وآدابها، وهناك تواصل مع وليم شكسبير، وكريستوفر مارلو، وبن جونسون،
وتوماس كيد، وبرنارد شو، أوسكار وايلد، وغيرهم من كبار كتاب المسرح الإنجليزي.
ولم يقتصر إيغاله في
عالمه على كتاب المسرح فحسب، بل اتجه ليدرس الشعر، وينهل من قصائد
كوليردج، وردث ورث، وجون دون، وفعل ذلك في الرواية والقصة كذلك، وكان في
تلك الفترة يزداد تعلقا بالمسرح يوما بعد يوم.
وكان لثقافته
الإنجليزية أكبر الأثر في متابعته للأنشطة الفنية والمسرحية والارتباط
بالحركات والجماعات الأدبية والمبدعين والمثقفين. كما اقترب من عالم توفيق
الحكيم ليقدم أول مسرحياته: "صوت مصر"، ثم "سقوط فرعون".
وقد كان لارتباط ألفريد بإحدى الحركات اليسارية سببا
في اعتقاله لأكثر من 5 سنوات (1959- 1964)، وبعد خروجه حصل على منحة تفرغ
من وزارة الثقافة، إضافة إلى قيامه بتقديم بعض من أعماله مثل: "حلاق
بغداد" و"سليمان الحلبي" و"عسكر وحرامية".
ونظرا لخبرته فقد تقلد في عام 1966
بعض الوظائف من أهمها: مستشار برامج الفرق المسرحية بالثقافة الجماهيرية،
ومن ثم مستشار أدبي للهيئة العامة للمسرح والموسيقى، ثم مدير للمسرح
الكوميدي.
كما عمل بالجزائر من عام
1973 وحتى 1979 مستشارا لإدارة الثقافة بمدينة
وهران ولإدارة الثقافة بوزارة التربية والتعليم العالي. لينتقل بعدها إلى لندن حيث أمضى سنوات عدة محررا ثقافيا في الصحف العربية فيها.
وكانت وفاته في (4 ديسمبر 2005) عن عمر يناهز الستة والسبعين عاما
|