اللذة:
مذهب غير أخلاقي فلسفي، يرى أن اللذة هي الشيء الخيِّر الوحيد في
الوجود.اللذة مذهب قديم جديد في نفس
الوقت، فهو قد تأسس بالفعل في العهد اليوناني القديم، وظهر بثوبه
الجديد في مذهب المنفعة الذي نادى به فلاسفة أوروبا في الوقت
الحاضر.
الفيلسوف أبيقور اليوناني 343 – 270 ق.م، ولد في
أثينا في اليونان، وقد اختلف الكتَّاب في أفكاره وحياته الخاصة،
فبعض الكتَّاب المتأخرين يصف حياته بالحياة المنعمة اللاأخلاقية،
إلا أن البعض الآخر يقول بأن كل خطاباته تدل على أنه كان
متواضعاً في طعامه، وأن مفهوم اللذة عنده لا يقصد به الإباحية
الأخلاقية أو ما شابه ذلك من مفاهيم.
جيرمي بنتام 1748 –
1823م وهو أول فيلسوف إنكليزي أبرز مذهب اللذة في القرن التاسع
الميلادي، وذلك في كتابه مقدمة لأصول الأخلاق
والتشريع.
جون ستيوارت ميل 1806 – 1873م – وهو الفيلسوف
الإنكليزي الذي نادى باللذة والمنفعة أيضاً.
جون لوك 1632
– 1704م وهو فيلسوف إنكليزي. قال بأن فكرة الخير: يجب أن تُعرّف
بأنها هي نفسها كلمة اللذة أو على الأقل تعرف تعريفاً يردها إلى
اللذة وعارض نظرية الحق الإلهي، وقال بأن الاختيار هو أساس
المعرفة.
يمكن
إجمال الأفكار الأساسية لأصحاب مذهب اللذة فيما
يلي:
إن اللذة هي وحدها الخير، وهي خير الدوام، ولا توجد
اللذة إلا من خلال إقصاء الألم وكل ما يعكر صفو العقل . ولا
يقصد باللذة لذَّات أصحاب الشهوات الحسية ولا إدمان
الشراب.
لذة جسمية تبلغ أوج
صورها في الصحة الجسمية الكاملة.
2- لذة عقلية
وتعني التحرر الكامل من الخوف والقلق.
إن آلام العقل أقسى
من آلام البدن التي يمكن تحملها والتي تنتهي لا محالة بالموت،
والموت أمر طبيعي لا يوصف بأنه شر ولا بأنه خير كذلك.
لا
يستطيع الإنسان أن يحيا حياة سعيدة ما لم يقض هذه الحياة في كل
ما هو فاضل بالفعل، والحياة الفاضلة هي مصدر اللذة، لأن الإنسان
يقضيها في تحصيل العلم أساساً.
اللذة هي الشيء الوحيد
الذي "هو خير في ذاته". والألم هو الشيء الوحيد الذي هو "شر في
ذاته"، والسعادة تشمل اللذة والتخلص من الألم، وإن رجحان كفة
اللذة يعني صيرورة حياة الإنسان مصدراً للمزيد من
اللذة.
ن كلمة Hedonism مشتقة من الكلمة اليونانية Hoedone ومعناها: "اللذة"
الحسية الدنيوية، وهي وحدها أساس اهتمام الفلاسفة الذين نادوا
بها.
فأبيقور كان فيلسوفاً علميًّا، إذ لم يهتم بالفلسفة
النظرية التي كان معاصروه يهتمون بها.. فتوجه إلى البحث عن سر
السعادة البشرية سيما وأن الحياة اليونانية الوثنية لا تهتم
بالحياة الآخرة، وليس فيها أية قوانين خلقية روحية. وقد وجد
أبيقور سر السعادة في اللذة، التي لا تعني إلا الخير.. ولذا فقد
أساء البعض فهم اللذة عند أبيقور عندما تصوروا أنه لا يدعو إلا
إلى اللذة الحسية.
أما الفلاسفة المحدثون أمثال بنتام
ولوك وميل الذين قالوا بالمنفعة، فهم من الفلاسفة الماديين
الحسيين.. ولذا فإن قولهم بمذهب المنفعة ، لا يعني سوى المنفعة
المادية الحسية.
|