ي العام الماضي , كثرت المقالات الصحافية في كل أرجاء المعمورة ,
تنتقد الاستعانة بأحد الفنانيين السوريين لأنه قام بدور البطولة في
أحد مسلسلاتنا المصرية و تقاضى أجرا كبيرا يقترب من المليون جنيها
مصريا . و اعتراض السادة النقاد لم ينطلق مما تقاضاه الفنان السوري , و
انما كان اعتراضهم ينطلق من الدور الدرامي الذي لعبه في المسلسل , و هو
دور الصعيدي . و في هذه المساحة الصغيرة من مساحات الحرية التي تعيشها
بلادنا هذه الأيام , ناقشنا هذا الأمر تفصيلا و انتقدنا موقف نقابة
المهن التمثيلية التي لا تقف الى جوار الممثل المصري , حيث انشئت أصلا
تلك النقابة من أجل حماية الفن التمثيلي المصري و حقوق الممثلين
المصريين .
و بالرغم من تلال المقالات التي كتبت في هذا الشأن , كانت السلطة
المخولة حماية الفنان المصري صامتة صمت العذارى , ثم بدأ نقيب المهن
التمثيلية يتردد في اكثر من قناة فضائية يبرر الاستعانة بالفنان السوري
في دور الصعيدي مؤكدا أن مصر كانت تستعين بالفنانيين السوريين طوال
عهدها بالفن التمثيلي . و نسي نقيب المهن التمثيلية أن لدينا المعهد
العالي للفنون المسرحية الذي يقوم بتخريج أكثر من عشرة ممثلين كل عام ,
طوال أكثر من خمسين عاما . هذا بخلاف أقسام المسرح في حلوان و
الاسكندرية و عين شمس التي تخرج العشرات ايضا لتدشينهم بالأعمال
التمثيلية .. المصرية طبعا !!!
و لأن السكوت عند السلطات معناه الرضا .. كما يقول المثل المشابه في
بلادنا , تم الغطرشة على الرأي العام المصري في قضية الاستعانة بممثلين
غير مصريين لأداء أدوار مصرية خالصة .
و بالرغم من ركود فن السينما في مصر منذ سنوات طويلة , اتجه كبار مخرجي
السينما المصرية الى التليفزيون المصري , لاخراج مسلسلات تليفزيونية
ذات طابع خاص . أغنت التليفزيون بذوق جديد من المخرجين , و خرجت أعمال
تليفزيونية تعد من روائع تاريخ المسلسل التليفزيوني المصري . و فجأة
تخرج جريدة الأهرام يوم الأربعاء الموافق عيد الأم هذا العام , بخبر
عنوانه ( الاحتفال ببدء تصوير مسلسل ديك البرابر ) .. و تحت الخبر ,
تشير الجريدة الى أن مدينة الانتاج الاعلامي ( المصرية ) تحتفل بحضور
سيد حلمي رئيس مدينة الانتاج الاعلامي ( منتجة العمل ) و يوسف عثمان
رئيس قطاع الانتاج بالمدينة و ممدوح الليثي رئيس جهاز السينما و سامي
بدوي العضو المنتدب بمدينة الانتاج مع أبطال المسلسل المصري و مخرج
العمل أسد فولدكار / اللبناني الجنسية .
هذا الخبر يشير اشارة واضحة الى أن اتحاد نقابة الفنانيين المصريين في
حاجة الى اعادة بناء , لتحديد أهدافه التي قام من أجلها , حماية للمهنة
و الفنان المصري . و ضرورة التحقيق مع المسئولين عن استبعاد الفنان
المصري و الاستعانة بجنسيات أخرى , في الوقت الذي تحرم الدولة استيراد
منتج يتم صناعته محليا !!!
و لذا نرجو من السيد أنس الفقي وزير الاعلام المثقف أن ينقذ الفنان
المصري المتميز من البطالة , و أن يصدرمنشورا واضحا يحرم الاستعانة بأي
عنصر خارجي
في
الأعمال التمثيلية المصرية التي تنتج في الدوائر الانتاجية التابعة
لوزارة الاعلام .
عصام
الدين ابو العل
|